تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط احتفاءً رسمياً وثقافياً يرسّخ قيم الوفاء للمبدعين ويكرّس مكانتهم وذلك ضمن النسخة الثالثة والعشرين من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي نظّمته دائرة الثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة الموريتانية، حيث تم تكريم أربعة من أعلام الأدب الموريتاني تقديراً لعطائهم وإسهامهم في إثراء الحياة الثقافية وهم: الشاعر محمد فال عبد اللطيف، والأكاديمي في علم اللسانيات د. يحيى الهاشمي، والباحث اللغوي د. محمدو أمين والشاعر محمد الحافظ ولد أحمدو.
يأتي الملتقى تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بتكريم قامات أدبية أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة، ويحلّ (الملتقى) للمرة الرابعة في موريتانيا، بعد أن كرّم 12 مبدعاً موريتانياً خلال دورات سابقة.
أقيم حفل التكريم في قاعة المؤتمرات في العاصمة نواكشوط، بحضور عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة ومعالي الحسين ولد مدو وزير الثقافة الموريتانية ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة ووالي ولاية نواكشوط الغربية ممثلاً عن عمدة بلدية تفرغ زينة، وأهالي المكرمين الأربعة.
تعاون
وألقى عبد الله العويس كلمة أشار في بدايتها إلى أهمية امتداد التعاون بين الشارقة وموريتانيا، قائلاً: «يسعدنا اليوم أن نلتقي في هذا المحفل الثقافي البارز، الذي يأتي امتداداً لمسيرة التعاون بين دائرة الثقافة بالشارقة ووزارة الثقافة الموريتانية التي أثمرت عن العديد من الأنشطة الثقافية التي تعزز دور الفكر والإبداع في مجتمعاتنا».
ولفت العويس إلى أن الملتقى يعود مرّة أخرى إلى موريتانيا ليشهد تكريم كوكبة جديدة من الأدباء والكتاب، تقديراً وتثميناً لعطاءاتهم الأدبية الثرية، مشيراً إلى أن الملتقى الذي يحرص على تواصله مع أدباء أقطار الوطن العربي، يؤكّد على الدوام مساعيه إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية وتفعيل الساحة الأدبية وتشجيع كاتب كل كلمة سامية بناءة.
وأضاف العويس، قائلاً: «إن استمرار هذا التعاون الثقافي ليؤكّد على عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات وموريتانيا، التي ترسّخها القيادة الرشيدة في البلدين».
واغتنم رئيس دائرة الثقافة المناسبة لتقديم الشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة الموريتانية على تعاونها الدائم لإنجاز الأنشطة الثقافية المشتركة ونقل تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى مكرّمي هذه الدورة، كما نقل تحيات سموه وتمنياته بالنجاح والتوفيق للجميع.
مبادرة نبيلة
ورحَّب الحسين ولد مدو بالحضور معرباً عن خالص شكره وامتنانه إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: «يشرفني أن أكون معكم اليوم في هذا المقام البهي احتفاء بهذا الملتقى المضيء وهذه المبادرة النبيلة، كما يسعدني، في المستهل، أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لصاحب السمو حاكم الشارقة؛ هذا القائد المثقف، الذي سَخّر جهده وفكره ووقته لخدمة لغة الضاد وآدابها ودعم قضايا الثقافة والمثقفين في جميع أرجاء عالمنا العربي».
وثمّن وزير الثقافة الموريتاني رعاية سموّه للثقافة، قائلاً: «إننا نثمّن عالياً رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة الكريمة للثقافة العربية وللأدب واللغة العربيين وهي سانحة لنخص ما ناله أدباؤنا وكتابنا الموريتانيون من معاملة استثنائية وتقدير رفيع على يد دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، التي ظلت تبذل جهدها من أجل تكريس ثقافة الامتنان والوفاء والتثمين لكل المبدعين».
وأضاف: «إن الدور الثقافي الريادي لإمارة الشارقة، يُعدّ أنموذجاً مضيئاً في العمل الثقافي العربي الجاد؛ من خلال ما أطلقته من مبادرات وما احتضنته من مشاريع ثقافية جعلتها منارة للثقافة العربية ومأوىً للأدباء والمبدعين العرب».
وتابع ولد مدو، قائلاً: «إن وزارة الثقافة وهي تشيد بهذا التكريم الرفيع، لتعتبره ملمحاً من ملامح التعاون الثقافي المثمر بين بلدينا الشقيقين، كما توّج كذلك باختيار نواكشوط لاحتضان ملتقى الشارقة للسرد في العام المقبل، بما يعكس عمق علاقاتنا وأخوتنا».
وقد عبّر المكرمون عن عميق امتنانهم لهذا التكريم الذي اعتبروه وسام فخر واعترافاً بمسيرتهم الثقافية والإبداعية، مشيرين إلى أن مبادرة الشارقة للتكريم الثقافي تُمثل نموذجاً حضارياً في الاحتفاء بالمثقفين العرب وتؤكد على التزام الإمارة الراسخ بدعم الفكر والإبداع في مختلف أنحاء الوطن العربي، كما أثنوا على رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في ترسيخ الثقافة كركيزة للتنمية والهوية، معتبرين أن هذا الاحتفاء ليس تكريماً لأشخاص بعينهم فقط، بل هو احتفاء بالثقافة العربية ومبدعيها في مختلف المجالات.
إصدارات الدائرة
صاحب حفل التكريم معرض لعدد من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية ومجلة الرافد ومجلة القوافي ومجلة المسرح وشهد المعرض إقبالاً كبيراً من الحضور على المجلات، الذين قادهم شغف القراءة إلى الاطلاع على عناوين الثقافة المتعددة.