اكتشف علماء من الولايات المتحدة، أن الفيروس الأنفي المسبب للزكام الاعتيادي، يمكنه حجب فيروس الإنفلونزاА.
.
وتفيد مجلةThe Lancet Microbe، بأن عدوى الفيروس الأنفي، هي أكثر أمراض البرد انتشارا وتظهر على شكل الزكام الاعتيادي (الرشح) وتستمر 5-14 يوما.
وبعد أن درس الباحثون من كلية الطب بجامعة ييل في نيوهافن، البيانات السريرية وحللوها وأجروا تجارب على خلايا مزروعة، اتضح لهم أن الفيروس الأنفي يمنع انتشار فيروس الإنفلونزاА. وهذه ظاهرة معروفة منذ زمن بعيد، ولكنها تلاحظ لأول مرة بين هذه الفيروسين.
ويذكر أنه خلال وباء عام 2009 لوحظ بطء انتشار فيروس الإنفلونزاH1N1 في الخريف مع بدء أمراض البرد الموسمية. وهذا الأمر دفع الباحثين إلى البحث عن السبب.
ومن أجل ذلك حللوا نتائج اختبارات تفاعل البلمرة المتسلسل للمرضى البالغين في المستشفى الجامعي لثلاثة مواسم 2016-2017 و2017-2018 و2018-2019، باستخدام جهاز يكشف عشرة فيروسات: الفيروس الأنفي، فيروس الإنفلونزا A وB ، فيروسات الإنفلونزا 1 و 2 و 3 ، فيروسات الميتابينوموفيرس البشري والفيروس الغدي.
واختار الباحثون 13707 نتائج وتبين أن فيروس الإنفلونزاA والفيروس الأنفي التقيا بكميات مماثلة 922 و982 على التوالي. ولكن أثار انتباه الباحثين وجودها مع بعض في 12 عينة فقط. لذلك اختبر الباحثون آلية تفاعل الفيروسين على خلايا ظهارية مزروعة للجهاز التنفسي، التي أصابوها بالفيروس الأنفيHRV-01A، وبعد مضي ثلاثة أيام بفيروس الإنفلونزاA من سلالةH1N1. واكتشف الباحثون أنه بعد مضي 72 ساعة على إصابة الخلايا بالفيروس الأنفي، بلغت استجابتها المناعية ذروتها، وفي نفس الوقت تنشيط 4 جينات محفزة للإنترفيرون، ما أدى إلى ترميز الجزيئات التي تمنع فيروس الإنفلونزاA .
وقد أظهرت نتائج التجربة أن مستوى كبح فيروس الأنفلونزاA أثناء الإصابة الأولية بالفيروس الأنفي هو نفسه بعد معالجة الخلايا بالإنترفيرون.
واستنتج الباحثون، أن عدوى الفيروس الأنفي تحجب انتشار فيروس الإنفلونزاA في الخلايا الظهارية بالجزء العلوي من الجهاز التنفسي. وهذا يجب أخذه بالاعتبار عند وصف الأدوية ووضع استراتيجية مكافحة الأوبئة الموسمية. ويعتقدون أن وباء إنفلونزاH1N1 عام 2009 توقف بفضل الوباء الموسمي لعدوى الفيروس الأنفي.