دقة - حياد - موضوعية

مجتمع البيظان: نظرة من الداخل/ المختار ولد عيدله

2015-10-04 04:29:58

نتيجة لكثرة التدوينات حول الوحدة الوطنية ارتأيت ان أدلي بدلوي في هذا الموضوع لعل ذلك يوضح بعض الالتباس عند بعضهم.

.

اولا: مجتمع البيظان يتكون تقليديا من العرب و الزوايا و تابعيهم ك: لحراطين بالمفهوم الحقيقي و ايكاون و اللحمة او ازناكه عند بعضهم و لمعلمين و الأرقاء السابقين( لعبيد )؛ هذه التركيبة شرعها صاحب القلم(الزاوي) لصاحب السيف(العربي) و ظل العرف ساريا بها بدون مشكلة تذكر حتى دخول المستعمر لهذه الربوع و انشاء الدولة الحديثة عندها اختلط الحابل بالنابل و جاءت الديمقراطية و لم يعد للعربي و لا للزاوي الدور المعروف تقليديا و اصبح كل منهما يخطب ود المستعمر و البعض منهما يريد ان يهيمن على الاخر سياسيا على الاقل و لا شك ان صاحب القلم (الزاوي) كان هو الفائز سياسيا.
و لعله من الاهمية بمكان الإشارة إلى أن العرب ولأسباب معروفة اقتصاديا و عسكريا لا عبيد لهم بل معهم احراطين نبلاء يشاطرونهم كل شيء و يمثلون فخذا من قبيلتهم عند اكثر الامارات الحسانية و لا يعتبرون في الهرم السفلي من المجتمع بل هم اسياد في نظر من يشار اليه من المحيط الاجتماعي الذي يضمهم و من الضروري الإشارة الى ان هؤلاء لحراطين اصبحوا مظلومين في ظل الدولة الحديثة بسبب جهل اكثر القيمين على الامر بتاريخهم او تجاهلهم له...
ثانيا: الله تبارك و تعالى يقول : يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير.
و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى.
و لعلي رضي الله عنه في هذا المعنى من شعره:
الناس من جهة التمثيل اكفاء
ابوهم ادم و الام حواء
نفس كنفس و ارواح مشاكلة
و اعظم خلقت فيهم و اعضاء
فان يكن لهم من اصلهم حسب
يفاخرون به فالطين و الماء
ما الفضل الا لاهل العلم انهم
على الهدى لمن استهدى ادلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
و للرجال على الافعال سيماء
وضد كل امرئ ما كان يجهله
و الجاهلون لاهل العلم اعداء

و انطلاقا من الكتاب و السنة نحن شعب واحد يقال له البيظان نتكلم الحسانية و نلبس الدراعه و الملحقة و نستمع ل(أزوان) و( المدح) و نفهم (لغن) و قبل هذا و ذاك ديننا الاسلام و لسنا مسؤولين عن التاريخ الماضي انما علينا بناء مستقبل مشرق ومشرف لنا جميعا فما يجمعنا اكثر مما يفرقنا.
ثالثا:مع ظهور الشبكات الاجتماعية و في ظل العولمة بسلبياتها و ايجابياتها اصبح هناك الكثير من الحرية المفرطة و اصبح كل يبحث عن حقوق يظنها حقوقه الشرعية و هو في نفس الوقت يتجنى على حقوق الاخرين بدون ان يشعر فمثلا :إسم لحراطين ليس ملكا لحقوق الإنسان و لا الدولة الموريتانية بحيث تسن القوانين و تعطيه اسما لطبقة اجتماعية (لعبيد)بدون مشاورة مجموعات معروفة بهذا الاسم منذ عدة قرون و لا تريد استبداله و لكنها لا تريد ان يسلب منها بهذه الطريقة المهينة و المخالفة لجميع النظم والاعراف الدولية.
ولا يسعني هنا الا ان اشير الى ان الفئوية التي يدعو لها بعضهم تعتبر عنصرية خطيرة على السلم الاجتماعي و لا تقارن بالقبلية التي تعتبر ركيزة اجتماعية يترتب عليها الكثير من العلاقات الاجتماعية و يعتبر دعاة الفئوية اول المستفيدين من هذه العلاقات فمثلا:الارقاء السابقون و لمعلمين من اول المستفيدين من الدية داخل قبائلهم و انطلاقا من هذا يجب عليهم الانصهار داخل تلك القبائل كالكثير من الاسر الموريتانية التي تتولى الآن زعامة قبائلها و هي في الاصل ارقاء و لا عيب في ذلك؛كما ان بعض الاسر التي تعتبر في طليعة بعض قبائل الزوايا المشهورة و من اغنى المجتمع الموريتاني الآن لا تمت بأي صلة لتلك القبائل و هي في الاصل من القبائل الغارمة و لا عار في ذلك.
يتواصل

تابعونا على الشبكات الاجتماعية