دقة - حياد - موضوعية

وداعا الأميرة العالية (تأبين +مراثي)

2018-12-15 20:28:20

كان رحيل الأميرة الفاضلة والسيدة العابدة العالية منت اعمر ولد اعل فاجعة أليمة ،وخسارة كبيرة ليس فقط لأهلها وذويها ،وإنما لكل من يعرفها  .

.

فقد رحلت بعد  عمر مديد تجاوز التسعين سنة كرسته لعبادة الخالق، وخدمة الضعفاء والمعوزين من الخلق إلي أن أصبحت مضربا للمثل في العبادة، والكرم، ومحبة الرسول صل الله عليه وسلم ، ورجاحة العقل  إلي غير ذلك  من الصفات والخصال التي لا يمكن حصرها، والتي ميزت حياة هذه السيدة الاستثنائية بكل المقاييس.

وظل بيت العالية العامر مفتوحا أمام أصحاب الحاجات  والمستضعفين   و العاطلين عن العمل، يقصدونه من كل الجهات ليجدوا الراحة ،والكرم ،وحسن الخلق  ،فكان يصدق عليه قول الشاعر في  بيت "اهل ابن المقداد":

هاذ الدار ال لاخلات: عادو فيه لفلوحه

 بيه لكدام و لا تبات : ليل ماه مفتوحه

كان ذلك في وقت بدأت فيه عادات التحضر  تغزو  المجتمع  خاصة  فيما يتعلق  بإغلاق البيوت على أهلها، وتأجير الحراس وتربية الكلاب إلي  غير ها من الآليات العصرية التي اقتضتها متطلبات المدينة ، وتعارضت- طبعا -مع كرم  وأخلاق العالية فضربت بها عرض الحائط ليظل بابها مشرعا،وأتذكر انه في إحدى المرات انتقلت  أسرتها الكريمة(اهل سيدي يعرف) إلي بيت جديد في حي تفرغ زينه و انا خارج العاصمة، وعندما عدت أردت زيارتهم  مع  احد الإخوة لم تسبق له هو الآخر زيارة المنزل الجديد،ولما وصلنا  المنطقة إذا بمنزل مفتوح بين كل المنازل المحكمة الإغلاق ، فقال الأخ  إن هذا المنزل  سيكون  دون شك هو منزل أهل سيدي يعرف ،وفعلا دخلنا دون تردد فقابلتنا العالية ببشاشتها ،وكرمها المعهودين.

وكانت مراسيم العزاء التي أقيمت اثر رحيل الأميرة مناسبة لإماطة اللثام عن عشرات القصص الغريبة في الكرم ،والبذل ، والإيثار ،ومساعدة المساكين، والاعتناء بهم ،و إسداء النصح لهم رواها المستفيدون منها أنفسهم.

وفضلا عن كل ذلك اقترنت صورة العالية بالعبادة والتبتل والابتهال للخالق فلا يمكن أبدا أن تسترجع صورتها في ذاكرتك إلا وهي تصلى، أو تقرأ القرآن ،أو تحرك سبحتها المباركة بالاستغفار ،كما ارتبطت بالعلم ،والعلماء ،والصالحين وخاصة شيخها العلامة الجليل اباه ولد عبد الله الذي كان من توفيقها أن أم الصلاة على جنازتها الطاهرة ،كما كان آخر مودعيها في مقبرة النباغية.

وخلاصة القول إن حياة الراحلة تدعم النظرية الألسنية القائلة إن علاقة الدال والمدلول ،أي اللفظ  وما يدل عليه في الواقع هي علاقة جوهرية  وليست اعتباطية، أي أن العالية فعلا كانت عالية الكعب في كل الفضائل والمعالي وقد شاركها زوجها الفاضل المرحوم اعل مفردات  هذا القاموس  ،وقاسمها هذه المآثر لتكتمل في بيتهما كل المكارم رحمهما الله بواسع رحمته، واسكنهما فراديس جنته ،و بارك في خلفهما.

ولعل خير تعبير عن مكانة الفقيدة  ما جادت به قرائح الشعراء في هذا المصاب الجلل.

الشاعر محمدن بادا:


الحمد لله رب العالمين رِضًى...... بما قضى إننا لا نسخَطُ القدرَا.
إنّا إليهِ جميعا راجعون وإنْ... ... طال المدى بُرهة بنا وإن قصُرا.
في ذمةِ اللهِ من تسقي مُجالسها ... كأسًا من الأنسِ من مرت به سكِرا.
أنسٌ به شُغلت عن الحياةِ فلا... حديثَ إلا على ذاك الحِمى قصِرا.
تُخالُ من حبها الهادي وعُترته....تشفي صدىَ غُلَةٍ بِكَرِّهَا السِيَرا.
حتى غدت بلسان الحال مُنشدةً .... قولاً من اعذبِ ما قد قاله الشُعرا
(حديثه او حديث عنه يطربني هاذا إذا غاب أو هاذا إذا حضرا)
كلاهما حسن عندي أُسَرُّ به ...لكنَ احلاهما ما وافق النظراَ.
يا بنتَ بيتِ العُلى وعزِ احمد مَنْ .... دامانَ جادتكِ رُحمَى تَنهمي سحرا
يا ربِ واجعل ذُرى الفردوس منزلها.... لا تلتقي دونه هولاً ولا كَدرا.
والطف بآلٍ لها همُ العزاءُ  لنا .... وكن لهم خلفاً فلا اشتكوْا ضررا
ثم الصلاةُ على المختار ما أفلتْ ....شمسٌ وما غيبت سدفُ الدُجىَ قَمَرا.

يقول الشاعر يعقوب ولد اباه ديدي:

يارب أسكن في الجنان العاليه@ذات المعالي والخصال العاليه
من عرفت في عمرها جميعه@ذاكرة عابدة وتاليه
تقية واصلة لأهلها@عفيفة من العيوب خاليه
فاغفر لها وعافها يامنشئً@ وباعثا كل العظام الباليه
ونح عنها كلما كانت له@مبغضة كارهة وقاليه
عزاؤنا ابناؤها جميعهم@فكلهم شخصية مثاليه

 

يقول محمدي ول أحمد ول عبدالله ولد اباه  :

 

"رضينا بالقضاء لدن تولت"إلى الرحمن "عالية"المقام"

على الهمم العوالي قد تربت//ففازت بالمؤمل والمرام"

وعلت من دنان  الحب كأسا"تذم لها معتقة المدام"

وحازت كل مكرمة ومجد"وراثة سادة شم كرام"

هم الأقوام للغرباء مأوى"وحصن لايضام حماه حام"

تسامو إذ حوو كرما وحلما"وإحسانا ورعيا للذمام"

سقى الرحمن حيث ثوت  بصوب"من الرحمات منهمر سجام"

على المختار خير الخلق أزكى"صلاة الله تشفع بالسلام

 

يقول الشاعر احمد ولد ببها ولد امين

 

عنا تغيبت العلى والعاليه@ عنا ارتقت فوق المراقي العاليه

 

لله درفتاة عصر وفقت @نالت من المجد الصميم معاليه

 فالله يرحمها ويكرم نزلها@بجوار خير المرسلين وماريه

 صلى الإله على النبي وصحبه @ والآل أختم بالصلاة مراثيه

يقول الشاعر الدكتور ميح  ولد اكي:




امْشات اليوم التَّاليـَـة
من لَميـــراتْ العاليـَـة
منت اعْمَر كَانِتْ مالية
لَوْقاتْ ابذِكْر المَــــوْلَ
اوكَانتْ للْخلق امْواليَه
حسْن الفعل والكَوْلَــه
بالسِّـتْرَة هَِي واسْكَــمْ
منْــتْ اعْــلِ ماتُـجَوْلَ
طيــهَ نَعيـــمْ اتَّم فَـمْ
منْ جَولَه فيهْ الْجَولَه

يقول الشاعر والأديب احمدو ولد سيدي:

 

اليوم امشات العاليه
ال كاتت متواليه
لله بهمه عاليه
يرحمها وجازيها
منت امراء و ماليه
من محبة نبيها
لفام ولاهي جاليه
وقت السبحه فيديها
واظهر ذاك اعل العاليه
كاع البارح مشيها
ليلت مولود التاليه
واصلاة اباه اعليه

 

ويقول الاديب سيدي اعمر ولد الميداح:

 

امْشَاتْ اللَّجْر امْحَّص
يَرْضِ عنها مَتوَالْيَه
كانت للذِكر ؤلصْلَ
وكتاب الله العاليه


 

ملاحظة هناك العديد من المراثي التي لم نتمكن من نشرها في هذا الموضوع وسننشرها لاحقا

امربيه ولد الديد

تابعونا على الشبكات الاجتماعية