دقة - حياد - موضوعية

أهم ما جاء في المؤتمر الصحفي للرئيس ولد عبد العزيز

2018-09-21 04:27:33

أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الخميس بحديقة القصر الرئاسي في نواكشوط، حضره ممثلوا الصحافة المحلية والدولية، أن الشعب الموريتاني عبر عن نضجه وحريته في الاختيار خلال الاستحقاقات النيابية والجهوية والبلدية الأخيرة عبر المشاركة الكبيرة التي شهدتها هذه الاستحقاقات وما سبقها من انتخابات تمهيدا للإصلاحات الدستورية.

.

وشكر رئيس الجمهورية الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية على دورها في تقريب برامج المرشحين من المواطنين مما كان له الأثر الكبير في المشاركة في هذه الاستحقاقات الأولى من نوعها من حيث المشاركة منذ 2009.

 

وأثنى  رئيس الجمهورية كذلك على الشعب الموريتاني لتجديده الثقة في الأغلبية الرئاسية المشكلة من الأحزاب الداعمة للمسار والنهج الذي تعكف الحكومة على تنفيذه والشكر موصول للقوات المسلحة وقوات الأمن الساهرة على أمن المواطن وعلى دورها في ضمان تنظيم  الانتخابات في جو من السكينة والاستقرار والأمن.

 

وقال إن نسبة المشاركة في هذه الاستحقاقات التي تجاوزت في الشوط الأول حاجز 70% تعكس نضج الشعب الموريتاني وتعلقه بالإنجازات التي تحققت في البلاد خلال العشرية الأخيرة كما أن هذه النتائج مثلت كذلك تزكية لما نحن بصدده.

 

وبخصوص مزاعم حزب "تواصل" حول التزوير في الاستحقاقات المنصرمة أوضح، رئيس الجمهورية أن هذه المزاعم مردود عليها باعتبار أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ليس من اختصاصه التزوير وأن الأدلة موجودة بارتكاب الطرف الآخر لخروقات من هذا النوع.

 

وأضاف أن الأغلبية التي تمثلت في الحصول على 120 مقعدا من أصل 157 مقعدا أغلبية مريحة تمكن الحكومة بعد فاتح أكتوبر المقبل من تمرير أي مشروع تراه مناسبا.

 

وقال إنه لا وجود في الدستور الموريتاني الحالي لأي مادة تحظر على رئيس الجمهورية أو أعضاء الحكومة مساندة طرف سياسي أو حزب سياسي أو العمل لصالح حزب ينتمون إليه من أجل الحصول على أغلبية برلمانية أو كسب معركة انتخابية، مستغربا انخراط من يتشدقون بالديموقراطية وراء هذه الدعاية غير المؤسسة والسخيفة.

 

وقال ولد عبد العزيز إن الأموال التي صرفت في الحملة الانتخابية ليست من أموال الدولة وإنما هي هبات ومنح من متطوعين دعموا بكل حرية حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ولا وجود لأي إرادة في استخدام المال العام في الانتخابات.

 

وفي رده على سؤال بدخول متطرفين وعنصريين إلى الجمعية الوطنية قال رئيس الجمهورية إن هناك أغلبية مريحة في هذه الجمعية وفي المجالس الجهوية والبلدية وأن مقارنة بسيطة بتمثيل أي حزب في الاغلبية نجده يوازي تمثيل هذه المعارضة برمتها.

 

وقال إن صعود بعض الأحزاب المتطرفة يعود إلى مقاطعة الأحزاب العريقة بسبب أنانية قادتها الذين لا يريدون إلا الرئاسة ضاربين عرض الحائط بمصالح الأعضاء و المنتسبين لتلك الأحزاب.

رئيس الجمهورية أن توجهاتهم تلك عزلت للأسف مناضلي تلك الاحزاب وبرامجها النيرة واصطفت في الشوط الثاني من هذه الانتخابات وراء تلك البرامج.

 

وقال إن النتائج مثلت رسالة واضحة من الشعب الموريتاني ضد التطرف والعنصرية والشرائحية.

 

وقال رئيس الجمهورية إن المآسي التي شهدها العالم العربي تعود طبعا إلى احتلال فلسطين لكن هذه المآسي تفاقمت أكثر بسبب استغلال الدين في مجال السياسة مما قاد الدول العربية إلى الدمار والفشل وجعل إسرائيل في وضع مريح دون أن تتكلف شيئا في ذلك.

 

وأضاف أن موريتانيا ليست علمانية ولن تكون كذلك، لكننا في المقابل لن نقبل أبدا بتوظيف الدين لصالح طرف سياسي لأن الدين الاسلامي ملك للشعب الموريتاني بجميع أطيافه ومكوناته وليس لطرف بعينه.

 

وقال إن مسؤولية تهميش الأحزاب التقليدية العريقة يعود لقادتها التي امتنعت عن الحوار وتم تأجيل الانتخابات مرات لتمكينها من المشاركة وامتنعوا عنها، وهاهم اليوم يشاركون دون أن يطلب منهم أحد ذلك، ويحصلون على النتيجة التي أعطاهم الشعب الموريتاني.

 

ودعا رئيس الجمهورية قادة الأقلية إلى عدم الحديث باسم الشعب الموريتاني لأنهم ليسوا في وضع يخولهم ذلك باعتبار أن من حصلوا على أغلبية مريحة في الاستحقاقات الاخيرة هم وحدهم المخولون الحديث باسم الشعب الموريتاني الذي منحهم ثقته دون غيرهم.

 

ونفى رئيس الجمهورية تدخل الإدارة في سير العملية الانتخابية باعتبارها ليست معنية بالتنظيم والإشراف وطباعة أوراق التصويت أو توزيعها، والذي يعتبر من صلاحيات اللجنة المستقلة للانتخابات التي يقودها رجل معروف من قادة المعارضة.

 

ودعا  رئيس الجمهورية إلى إبعاد القوات المسلحة وقوات الأمن عن التجاذبات السياسية وعن الاتهامات والاتهامات المضادة باعتبار نبل وسمو دور هذه القوات وانغماسها في أداء دورها الشريف في الدفاع عن حياض الوطن وتوفير السكينة والاستقرار والأمن للمواطنين أينما كانوا.

 

وبخصوص استقالة الحكومة قال إنه ليست هناك مفاجأة، وسيتم تعيين حكومة من الأغلبية تتابع النهج والمسار والبرنامج الذي نعكف على تنفيذه بما يعكس تطلعات الشعب الموريتاني..

 

وقال إن فكرة النظام البرلماني مصدرها حزب "تواصل" حيث طرحها كمطلب في ظل الثورات العربية وبعد انهيار دول الربيع العربي جعلوا يسقطونه بديلا عن المأمورية الثالثة نافيا أن يكون مصدر هذه الفكرة أي مناضل من مناضلي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.

 

وقال  إنه لا دور له في حملة المليون توقيع ولا يشجعها ولا يعرف مصدر تمويلها ولا علاقة له بها، مبرزا بخصوص قيام حوار جديد آن لا مجال لذلك باعتبار أن كل النصوص المطلوبة لترقية الديموقراطية تم إصدارها وتم التوصل إلى آلية لتشكيل لجنة مستقلة للانتخابات.

 

وقال رئيس الجمهورية إنه في بلد مترامي الأطراف مثل موريتانيا وفي ظروف مناخية صعبة وفي بلد من بلدان العالم الثالث، وباعتبار كل هذه العوامل فإن الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية التي جرت مؤخرا على عموم التراب الوطني وبمشاركة جميع التشكيلات السياسية المرخصة كانت ناجحة وجرت في جو من التنافس الإيجابي مكن الشعب الموريتاني من التعبير عن رأيه بكل حرية واختيار من يمثلونه.

 

وفي رده على سؤال حول منتسبي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذين تجاوز عددهم مليون ومائة ألف منتسب وانعكاس ذلك على نسبة المشاركة، قال رئيس الجمهورية إن الانتساب الواسع للشعب الموريتاني لحزب الاتحاد هو ما مكنه من الحصول على هذه النتيجة الباهرة.

 

وأضاف أن عدد المنتسبين ليس بالضرورة أن يشارك كله في الانتخابات ولكن رغم ذلك كان له الدور البارز في ما تحقق.

 

وقال رئيس الجمهورية إنه لا يوجد سجين رأي في موريتانيا كما لا يوجد تضييق على الصحافة وأن حرية التعبير مصانة للجميع وهذا هو المعيار الوحيد للديموقراطية الفعلية.

 

وفي رده على سؤال حول الخطوات التي قامت بها الحكومة لمساعدة السكان المتضررين من السيول في روصو وباسكنو واتواجيل، قال إن الحكومة تدخلت في الوقت المناسب وتنقل الوزير الأول شخصيا إلى باسكنو لمعاينة الوضع وحجم الاضرار وتم شفط المياه وتأهيل مناطق جديدة وتزويدها بالماء والكهرباء والخدمات وهو نفس الشيىء الذي تم القيام به لصالح المتضررين في روصو واتواجيل.

 

وقال إن المديونية التي يغرق فيها البلد هي ديون لدولة شقيقة تحولت من 77 مليون دولار إلى ثلاثة مليارات دولار بفعل الفوائد هي نتيجة سياسات تراكمية خاطئة رزحت تحتها الدولة طيلة الفترة التي سبقت 2008.

 

وتطرق رئيس الجمهورية إلى الانعكاس الإيجابي للسياسات المطبقة حيث تم إنشاء خطوط جوية ذات أسطول عصري وتجهيز القوات المسلحة في جميع أنحاء البلاد.

 

كما تمكنت الدولة من تمويل مشاريع تنموية لا يستطيع أحد إنكارها في مجال الصحة فتم تجهيز المستشفيات الوطنية وأصبحت قبلة للاستشفاء لمواطني دول كانت وجهة موريتانية في السابق لتلقي العلاج.

 

وفي مجال الزراعة قال رئيس الجمهورية إنه تم رفع الانتاج بشكل ملموس كما استصلحت مساحات زراعية كبيرة بفعل ترشيد الموارد ومحاربة الفساد.

 

ولدى تطرقه للعملية الاخيرة للجيش الوطني ضد المهربين قال رئيس الجمهورية إنه تمت ملاحقة هؤلاء واعتقال خمسة منهم هم الان في قبضة وحداتنا العسكرية وسيتم تقديمهم للمحاكمة على الرغم آن هؤلاء تم القبض عليهم في منطقة ليست بالكامل داخل الحدود الموريتانية ويحملون كميات ليست موجهة إلى موريتانيا لكن جاهزية جيشنا واستعداده تقطع الطريق على مثل هذه الجماعات مهما كانت طبيعة الانشطة التي تقوم بها.

 

وتطرق رئيس الجمهورية إلى المشاريع الكبرى التي أنجزت خلال العشرية الأخيرة مقارنة بالخمسين السنة التي تلت الاستقلال في مجال توفير المياه الصالحة للشرب لمناطق لم تكن تحلم أبدا بحل هذه المعضلة حيث تم توفير المياه الصالحة للشرب في مكطع لحجار وإطلاق مشروع آفطوط الشرقي ومشروع اظهر وتوسيع إنتاج المياه في كيفه وتزويد مدينة سيلبابي بالماء الشروب والتخطيط لتزويد المدن الشمالية بالماء انطلاقا من النهر ومشاريع الطاقة العملاقة التي وضعت حدا لانقطاعات الكهرباء وربط جميع المدن بالأعمدة الكهربائية وتعزيز المخزون من الطاقة باستغلال الطاقات المتجددة وما تبع ذلك من تصدير الكهرباء إلى دول مجاورة.

 

وحضر وقائع المؤتمر الصحفي الوزير الاول السيد يحيى ولد حدمين والسيدة الأولى مريم بنت أحمد الملقبة تكبر والوزير الامين العام لرئاسة الجمهورية ورئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وأعضاء الحكومة ومدير ديوان رئيس الجمهورية ورؤساء عدد من أحزاب الاغلبية الممثلة في البرلمان.

تابعونا على الشبكات الاجتماعية